تقرير: أوروبا تواصل تحطيم درجات الحر القياسية

تقرير: أوروبا تواصل تحطيم درجات الحر القياسية

شهدت أوروبا العام الماضي أحر صيف تم تسجيله، ما أسفر عن عدة آلاف من الوفيات، وموجات الحر البحرية والطقس شديد الحرارة، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وأظهر تقرير مشترك للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ووكالة كوبرنيكوس للتغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي، أن درجة حرارة القارة ارتفعت في عام 2022 إلى 2.3 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت الوكالتان إن درجات حرارة سطح البحر وصلت إلى مستويات مرتفعة قياسية وهناك أيضا ذوبان "غير مسبوق" للجليد.

وبشكل عام أدت المخاطر المتعلقة بالمناخ والطقس إلى 16 ألف و365 حالة وفاة، أغلبها متعلق بموجات الحر، وتسببت في أضرار بقيمة ملياري دولار، مرتبطة بشكل كبير بالفيضانات والعواصف.

وقال مدير عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتري تالاس: “كان الصيف أحر صيف مسجل على الإطلاق”.

وأججت درجات الحرارة المرتفعة والأحوال الجوية الجافة الواسعة النطاق حرائق الغابات الشرسة التي أسفرت عن ثاني أكبر منطقة محروقة مسجلة، وأدت إلى الآلاف من الوفيات الزائدة المرتبطة بالحر.

ويأتي التقرير فيما يقول العلماء بالفعل، إن هناك احتمالية بأن يكون 2023 العام الأشد حرا المسجل على مستوى العالم.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية